السكرية - نجيب محفوظ - مصر ١٩٥٧

 

     الجزء الثالث والأخير ومازلنا نعيش رحلة السيد أحمد والست أمينة وأبنائهم وأحفادهم…. كيف يمر الزمن على هذه العائلة وكيف يؤثر فيها. ماذا سيحدث للسيد أحمد في شيخوخته بعد أن رأيناه في عز جبروته، وكيف يصل الحال بأمينة...نرى أولادهم وكيف مر عليهم الزمن ونرى أيضاً الأحفاد وكيف يصبحون وكيف سيؤثر عليهم التغيير الحادث في المجتمع من حولهم فالبلد تتغير سياسياً واجتماعياً.

      في هذا الجزء نفهم بوضوح أن الثلاثية كلها هي حكاية السيد أحمد والست أمينة وبموتهما تنتهي الثلاثية بدون تطويل لنصل مثلاً أحداث عالمية أو سياسية مهمة.

     أعتقد أن الروايات الثلاث أساسها اجتماعي فلسفي، والسياسة هي حوادث موازية واهتمامات لبعض شخصيات الرواية فَوَجب التطرق لها وعرض الآراء المختلفة.

اقتباسات:

"عندما يكون الإنسان متألما يركز اهتمامه في إزالة أسباب الألم، مجتمعنا متألم جدا فيجب أن نزيل الألم قبل كل شيء، ولنا بعد ذلك أن نلهو و نتفلسف! ولكن تـصـور إنسانا يتفلسف لاهياً وبه جرح ينزف لا يعيره أدنى الـتـفـات ، مـاذا تقـول عن مثل هذا الإنسان؟!"

"هذا ما أسأل عنه، الوفد حزب الشعب، وهو خطوة تطورية خطيرة وطبيعية في آن واحد، كان الحزب الوطنى حزبا تركيا دينيا رجعيا، أمـا الـوفـد فـهـو مـبلـور الـقـومـيـة المصرية ومطهرها مـن الشوائب والخبائث، إلى أنه مدرسة الوطنية والديمقراطية، ولكن المسألة أن الوطن لا يقنع ومـا ينبغي له أن يقنع بهذه المدرسة، نريـد مـرحلة جديدة من التطور، نريد مدرسة اجتماعية، لأن الاستقلال ليس بالغاية الأخيرة، ولكنه الوسيلة لنيل حقوق الشعب الدستورية والاقتصادية والإنسانية"

"إن قومه في حاجة إلى الثورة ليقاوموا موجات الطغيان التي تترصد سبيل نهضتهم، في حاجة إلى ثورات دورية تكون بمثابة التطعيم ضد الأمراض الخبيثة، والحق أن الاستبداد هو مرضهم المتوطن."