أقفاص فارغة - فاطمة قنديل - مصر ٢٠٢١

 أقفاص فارغة: ما لم تكتبه فاطمة قنديل - رواية

فاطمة قنديل - مصر ٢٠٢١

     هي سيرة ذاتية في صورة رواية تكتبها الشاعرة فاطمة قنديل لتتخلّص من عبء الذكريات المؤلمة.

     ينقسم الكتاب لأربع أجزاء رئيسية وكل جزء ينقسم للعديد من الفصول الصغيرة. يدور كل جزء عن موضوع أساسي:

مرحلة الطفولة والبيوت التي عاشت فيها مع أسرتها والشخصيات التي تتذكرها.

مرحلة الصبا والشباب بتقلبها هي وأسرتها والمجتمع كله من حولها.

مرحلة مرض والدتها وكيف تعايشت معه ومعها.

مرحلة العودة.

    الكاتبة لا تلتزم بالتسلسل الزمني للأحداث، فهي تحكي المواقف حسب ارتباطها. فمثلاً تسمع منها عن موت شخصية ثم بعد بضع صفحات تجد نفسك تعيش موقف حياتي يجمع الكاتبة والشخصية. وعلى الرغم من الارتباك الذي تشعر به أحياناً أو عدم القدرة على وضع الأحداث في ترتيبها الصحيح، لكن سلاسة الحكي ستدفعك لتُكمل القراءة فتجد نفسك تفهم أكثر ويذهب عنك ارتباكك.

     نرى في تقلبات الأسرة وحياتها تقلبا المجتمع المصري كله، من الحرب للتهجير للإعارات في دول البترول، نرى صعود وهبوط الأحياء السكنية وتبدّل الأحوال بشوارعها وساكنيها.

     على الرغم من ثِقل الكتاب على النفس بمواقفه المؤلمة إلا أن تجربة قراءته ممتعة، بلغته السلسة وطريقة السرد المتميزة وواقعيته التي تظهر جليّة في الأشخاص بمشاعرهم المضطربة المتقلبة. فلا وجود هنا لشياطين وملائكة بل نحن نتعامل مع البشر بكل ما فيهم من مميزات وعيوب ومتناقضات.

اقتباسات:

"كل ما كتبته على هذه الأوراق، كان مؤلما، لكنني كنت أتعافى منه في اليوم التالي، أشعر أنني تحررت من ذاكرة، وأحاول أن أتذكرها مرة أخرى، فتتلاشى، كأنها تبخرت فور أن كتبتها."

"كنت أقرأ لها بعضا مما كتبته عن المستشفى، في البداية تحرّجت، حتى لا أؤلمها، لكنها أصرّت، تستمع إلى فقرة فقرة، وتهمس : الله، كأن الشعر يمنح الرحلة معناها، أو كأنها وثقت أن شيئا سيبقى لي ، وعنها، بعد رحيلها."