حكايات من ضيعة الأرامل ووقائع من أرض الرجال - چيمس كانيون - كولومبيا ٢٠٠٧
ترجمة: خالد الجبيلي
تدور أحداث الرواية في قرية حدودية صغيرة في كولومبيا خلال الحرب الأهلية في التسعينات… يدخل الثوار الشيوعيين في أحد الأيام القرية فيقتلون ويأسرون كل رجالها ويتركوا القرية لا يسكنها إلا الأرامل والأطفال وقس في الستينات من عمره. ومن هنا تبدأ حكايات ضيعة الأرامل. فنراهم يتخبطون لأكثر من سنة حتى تسوء حالة القرية تماماً فتنقطع المياة والكهرباء وخطوط التليفون ويشح الطعام ويفسد الزرع وتُقطع الطرق المؤدية للقرية فتنعزل.
وتبدأ صحوة النساء. فنعيش معهم تجارب حتى يستعيدوا قريتهم و يواجهوا بأنفسهم مصاعب الحياة…
نرى الأفكار التي تبدوا مبهرة وفي التنفيذ نرى أنها لا تصلح للتطبيق العملي. ونرى تطور المجتمع بداية من فكرة القائد الأوحد الذي يفكر ويقرر بناءاً على ما يراه صوابا، ثم مرحلة الفشل فتغيير الإدارة لمجموعة من الأفراد تُمثل مجلس القرية الذي يدرس ويقرر ويأخذ في اعتباره آراء باقي الأرامل ساكني القرية. نعيش معهم بداية التغيير ثم نرى كيف تصل القرية لمجتمع طوباوي لا يملك فيه أحد وليس فيه طبقات بل يعتمد الخدمة العامة وعلى تبادل الأدوار كل فترة زمنية محددة.
خلال رحلة القرية نكتشف شخصياتها واختلافهم وتطورهم وتعاملهم مع بعضهم البعض ومع المجتمع الجديد بأفكاره و إدارته.
يتخلل حكايات ضيعة الأرامل، وقائع من أرض الرجال. فيحكي لنا الكاتب على لسان أحد الرجال (يختلف مع كل واقعة، فأحياناً من الجيش وأحياناً من الثوار أو حتى من الميليشيات المسلحة) موقف تعرض له أو سبب انضمامه لمجموعته ونرى من خلال الحكايات حقيقة الحرب وأنها ذات تأثير سلبي على كل الأفراد المشترك فيها و الغير مشترك، أو الكاسب والخاسر. فنرى أنه في الحرب يخسر المجامع بكل أفراده، سواء خسارة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية أو إنسانية. نتيجة الحروب دائماً خسارة شاملة في جميع الجوانب.
الرواية جيدة وسردها غير ممل لكنها كثيرة الشخصيات فكنت أجد صعوبة أحياناً في تتبع كل شخصية أو أخلط بينهم.
هي فلسفية تثير في العقل التساؤلات و تدعوك للتفكير والمناقشة.
تعليقات
إرسال تعليق