الحسين ثائراً - عبدالرحمن الشرقاوي - مصر ١٩٧٠

    مسرحية شعرية تبدأ أحداثها بموت معاوية وبيعة ابنه يزيد وإرساله إلى الحسين بن علي يطلب بيعته أو رأسه. وتتخيل المسرحية كل المحادثات التي دارت مع الحسين وآراء من حوله. ولماذا انتقل من المدينة لمكة ثم رحلته إلى الكوفة بالعراق.

   ١٣ مشهداً (أو منظر بلغة المسرحية) قمة في العذوبة من حيث اللغة ورسم المواقف.


     الحسين: 

يأيها الناس أتدرون لماذا عاقب الله ثموداً قوم صالح ...؟!

لم يكن قد صنع المنكر منهم غير واحد

غير أن الله قد عم ثموداً بالعقاب

فلماذا..؟

إنهم قد سكتوا عمّن عصا الله و عمّوه جميعاً بالرضا

ولهذا عمّهم سوء العذاب!

° ° °

مسلم بن عُقيل:

مَن مُبلِغ عني الحسين نصيحتي ألا يجيء إلى العراق

نكث الرجال بعهدهم… إن العهود هنا شقاق

يا نسمة الليل الثقيل المدلهم سيرِي إلى ركب الحسين

سيرِي بدمعي فاسكبيه وبلغيه أن الذين استصرخوه وبايعوه قلبوا له ظهر المجن

قولي له لا تسع في انقاذهم فالله أعطاهم من الحكام قدر فسادهم

إن سلّط الرحمن جبارين فوق رقابهم فبما رأى من جبنهم أو لؤمهم

قولي له أن الإمام العادل الصديق ليس بمن يليق بمثلهم

قولي له أن الدعي شرى و بث الرعب في ضعفائهم

أما كِرامهم فإني لست أعرف أين هم

يا نسمة الليل الثقيل المدلهم

° ° °

زينب بنت علي:

فسد الزمان ولم يعد إلا الرجال الخائرون

أين الرجال الصامدون

ذوو الضمائر والحجا أهل البصائر

خمص البطون من الصيام

صفر الوجوه من القيام حمر العيون من البكاء

زرق الشفاه من الدعاء؟!

ذهبوا و قد فسد الزمان ولم يعد في الأرض إلا بعض أشباه الرجال


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية في إيران - ندى الأزهري - سوريا ٢٠٢٣

المِعطَف - نيكولاي جوجول - أوكرانيا/روسيا ١٨٤٢

قناديل ملك الجليل - إبراهيم نصرالله - فلسطين ٢٠١١