حفل في الوكر - خوان بابلو بيالوبوس - المكسيك ٢٠١٠

 ترجمة: محمد الفولي

     يبرع الكاتب المكسيكي خوان بابلو في تصوير سوء الواقع في بلده من عنف وفساد سياسي ومالي وأخلاقي.

     يحكي لنا القصة على لسان الطفل توتشتلي وهو ابن تاجر مخدرات كبير يعيش حياته كلها في قصر والده (الوكر)، ولا يعرف من البشر إلا حوالي ١٥ شخصاً تقريباً، كلهم من القصر… ما بين والده ومعلمه وخادمة وطباخة وبستاني وحارسين وغيرهم القليل.

     نرى الشخصيات والأحداث بوجهة نظر طفل لم يعش يوماً طبيعياً في حياته… هو يهوى القبعات والقواميس والمقاصل والحيوانات… أمنيته أن يقتني فرس نهر ليبيري قزم، وهو حيوان نادر مهدد بالانقراض، ولكنه الابن الوحيد للملك (لقب والده في عالم المخدرات) وطلباته كلها مُجابة. 

     علاقة غريبة بين الأب والابن وتربية أغرب نراها من خلال أفكار الطفل ولغته وتصرفاته. نرى أيضاً تأثره وارتباطه بمعلمه الذي لا ينتمي لتلك الأجواء.

     الرواية عنيفة قاسية لكنك ستُفاجأ بمدى البساطة الذي يتحدث بها توتشتلي عن الأحداث وكأنها أمور طبيعية… ونهايتها واقعية جداً.

      يبقى الإشارة لنقطتين مهمتين:

النقطة الأولى: صعوبة الأسماء في الرواية، وقد شرح المترجم كيف أن المؤلف قصد ذلك ولماذا 

النقطة الثانية: جودة الترجمة وحواشيها التي تساعدك ألا تُضيع شعورك باللغة الخاصة التي يستخدمها الطفل وأسلوب سرد الكاتب.

اقتباسات:

"لا تظهر في الكتب الأمور المرتبطة بالحاضر، وإنما الماضي والمستقبل، وهذا عيب كبير فيها. لابد أن يبتكر أحدهم كتاباً يخبرك فيه عما يحدث في اللحظة التي تقرؤه فيها. يبدو أن هذا أصعب من تأليف كتاب تستشرف فيه المستقبل وتتنبأ به، وظني أن هذا هو سبب عدم وجود كتب عن الحاضر، لذا يجب على المرء دائماً أن يذهب بنفسه ويتحقق من الواقع."

"يقول القاموس إنك حين تفكر في فكرة واحدة تكون مصاباً بالبارانويا… بمعنى آخر، المصابون بالبارانويا مجانين؛ المسألة وكأنني لا أفكر في شيء سوى القبعات، لكن أنا أفكر في أمور كثيرة: في القبعات، في الساموراي، في السيوف الضالعة، في أفراس النهر الليبيرية القزمة، في الخس، في المسدسات الصغير، في طلقاتها شديدة الصغر، في المقاصل، في الفرنسيين، في الرصاص، في الجثث، في الشعر المزروع، بل وحتى في الإسبان، الذين لا يحبون قطع رؤوس ملوكهم."