قصر الشوق - نجيب محفوظ - مصر ١٩٥٧
الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ (بعد رواية بين القصرين) … نكمل رحلتنا مع السيد أحمد عبدالجواد وعائلته. تبدأ الرواية بعد مرور حوالي خمس سنوات على انتهاء أحداث الجزء الأول.
نرى مرور الزمن وكيف أصبح كل شخص من العائلة. فنعيش مع خديجة وعائشة في منزل آل شوكت، ونرى ياسين وكيف ستسير به الحياة، وكمال وقد كبر وصارت له فلسفته الخاصة، وأمينة وما أصبحت عليه بعد ما مر بها. ونرى تطور السيد أحمد بمرور الزمن وكبر أبناءه ورؤيته لهم بشكل مختلف، فهو الآن يرى كل شخص كما هو، لا كما يتخيله. يرى أبناءه على حقيقتهم ويُفاجأ بما آلت إليه تربيته.
نرى حيرة سي السيد في كيفية التعامل مع أبناءه الذين صاروا رجالاً وربات بيوت.
وفي هذا الجزء يتكشّف للأبناء الوجه الآخر لأبيهم الصارم الجامد الذي يهابونه. فكيف يراه كل منهم بعد معرفة الوجه الآخر أو جزء منه.
اقتباسات:
"كان السيد أحمد في دهش مما يسمع، وكان يعجب لما يتكشف له من عناد خديجة وحدة طباعها، الأمر الذي لم يخطر له في خيال من قبل، أكانت على هذا الخلق منذ كانت في بيته؟ أتعلـم أمـيـنـة مـن أمـرهـا مـا لا يعلم؟ هـل يـكـتـشـف عـلى آخـر الزمن صورة جديدة لابنته مناقضة للصورة التي كونها كما سبق أن اكتشف لياسين؟!"
"قال أحمد بلهجة راثية :
أهذه عاقبة تربيتي لهم؟ إني في حيرة شديدة يا سيد محمد المصيبة أننا نـفـتـقـد السيطرة الفـعـلـيـة عليهم في الوقت الذي تستوجب مصلحتهم الحقيقية سيطرتنا، إنهم بحكم العمر يتحملون مسئولية أنفسهم، ولكنهم يسيئون استعمالها دون أن نستطيع تقويم ما يعوج منهـم، نحـن رجال ولكننـا لـم نلــد رجالا، من أين جاء العيب؟!"
"أبي! دعنـي أكـاشـفـك بمـا في نفسی، لسـت سـاخـطـا عـلى مـا تكشف لي مـن شـخصك، فإن ما كنت أجهله منك أحب إلى مما كنت أعرف، إنّي معجب بلطفك وظرفك ومجونك وعربدتك و مغامراتك ، ذلك الجانب الدميث منك الذي يعشـقـه جـميـع عـارفـيـه، وهو إن دل على شيء فعلى حيويتك وهيامك بالحياة والناس، ولكنى أسائلك لم ارتضيت أن تطالعنا بهذا القناع الفظ المخيف؟ لا تعتل بأصول التربية فأنت أجهل الناس بها."
تعليقات
إرسال تعليق