وحدها شجرة الرمان - سِنان أنطون - العراق ٢٠١٠
ياالله ... ما أقسى تلك الرواية على النفس!
اللقاء الثاني مع الرائع سِنان أنطون بعد رواية يا مريم. نفس القدرة على الحكي السلس الذي لا تمل منه، ما بين الأحداث الحالية والماضية.
يأخذنا الكاتب في رحلة حزينة صعبة على النفس ويرافقنا الموت من البداية إلى النهاية فهو يشارك "چواد" بطلنا في بطولة الرواية. نرى المجتمع العراقي ضحية السياسية ومعاناته مع الحروب المستمرة والحصار والغزو الأمريكي. الفتن الطائفية التي سيطرت وحصدت آلاف الأرواح وأمان كل الشعب بكل طوائفه. نرى آثار الاستبداد والقهر الذي استمر طويلا وجعل المجتمع بيئة مناسبة لنمو الظلم والفتن.
تتخلل الأحداث بعض كوابيس "چواد" التي تعبر عن مخاوفه. وعلى الرغم من قسوتها فهي ليست بعيدة عن الواقع الذي يعيشه، فالكوابيس نتيجة طبيعية لما يرى في المجتمع من حوله وما يرى في عمله كمغسّل أموات.
اقتباسات:
"الغريب. قال لها إن العراقيين ما كانوا دائما ينهبون ويحرقون الممتلكات العامة وحتى الأوروبيين في غياب الشرطة والقوانين ينهبون ويدمرون. فقلت له: لكن الأوربيين لا يدمرون المتاحف والمكتبات الوطنية. فقال: صحيح، ولكن الأوروبيين ما مروا بحصار أجـاعـم وأعادهم إلى الوراء مئة سنة وما كان عندهم دكتاتور كتب اسمه على كل شيء حتى ضاع الفرق بين الممتلكات العامة وبينه."
"وهذوله الأمريكان، بعنصريتهم وغبائهم، ثق، راح
يخلون الناس تتحسّر على أيام صدام . » وصدقت نبوءته ."
" كنتُ دائماً أقول لنفسي إن بغداد كانت سجناً خرافي الأبعاد أيام صدام . ولكن هذا السجن الآن انشطر إلى زنزانات كثيرة، طائفية الأبعاد، تفصلها جدران كونكريتية عالية وتدمي جسدها الأشواك المعدنية ."
"ثم توالت وتعددت التفجيرات، الواحد يلد الآخر! بدأت بقتل المهمين والكبار ذوي الأسماء المعروفة وذوي الشأن، ثم أخذت تفتك بالمساكين الذي لا ناقة لهم ولا جمل في كل ما يحدث، لكن حيـواتـهـم أصبحت عملة يمكن تداولها بسهولة. عملة كنا ظننا أن قيمتها قد وصلت الحضيض في عهد الدكتاتورية وأنها الآن ستستعيد شيئاً من قيمتها، لكن العكس هو الذي حدث . تتكوم الجثث وكأنها نقاط، أو أهداف، في لعبة لا تتوقف أبداً، يسجلها الموت للفرق المتكالبة."
تعليقات
إرسال تعليق