الملف 42 - عبدالمجيد سباطة - المغرب ٢٠٢٠

     اللقاء الأول مع الكاتب وبالتأكيد لن يكون الأخير… هو قارئ مُطّلع ومثقف. يمكنك بسهولة تمييز مجهود البحث الذي قام به ليُظهر الرواية كما وصلت لنا.

     دائماً ما أحببت الحكايات التي يختلط فيها الواقع بالخيال فلا ترى الخط الفاصل بينهما. في هذه الرواية -حرفياً، وحتى نهايتها- لم أقدر على التحديد بدقة أين انتهى الواقع وأين بدأ الخيال!

     الرواية لها ٣ مسارات أساسية:

  • حكاية كريستين، الكاتبة الأمريكية المشهورة، التي تحاول تسليم مسودة روايتها الجديدة لدار النشر في أقل من شهرين والمشكلة أنها لم تأتي حتى بفكرة للرواية.

  • حكاية زهير بلقاسم، الشاب المغربي.

  • حكاية المؤلف المجهول خالد رفيقي وروايته الوحيدة (أُحجية مغربية).

     ارتبكت كثيراً في أول الرواية لكثرة الأحداث والشخصيات والتواريخ وسرعة التنقل بين الماضي البعيد والقريب والحاضر، ولكن سرعان ما اندمجت في الأحداث قديمها وحديثها واستعملت الورقة والقلم في التواريخ إلى أن عرفت الفترات الأساسية التي تنتقل بينها الأحداث و بدأ عقلي يتابع بسهولة ويستمتع بالقراءة.

     اعجبتني جداً الطريقة التي يُعرفنا بها على خلفيات بعض الشخصيات أو الأحداث (صفحة من يوميات - دقائق من فيلم وثائقي - خبر في جريدة - بضع صفحات من بحث أكاديمي وغيرهم).

     نجح الكاتب في مهمته الاساسية وهي إلقاء الضوء على كارثة الزيوت المسمومة في نهاية الخمسينيات. وضّح الكارثة وأسبابها وكيف تم التعامل معها محلياً ودولياً… ألقى الضوء على الضحايا ومعاناة الأحياء منهم المستمرة حتى اليوم، وكيف تم نسيانهم بطريقة مُمنهجة.

    وعلى مدار الحكاية ألقى الضوء على عدد من الأحداث كرهائن المسرح وسفاح رقعة الشطرنج، مما دفعني للقراءة عن كل موضوع.

     في النهاية، هي رواية تستحق القراءة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية في إيران - ندى الأزهري - سوريا ٢٠٢٣

المِعطَف - نيكولاي جوجول - أوكرانيا/روسيا ١٨٤٢

قناديل ملك الجليل - إبراهيم نصرالله - فلسطين ٢٠١١