ماكيت القاهرة - طارق إمام - مصر ٢٠٢١

   لقائي الأول مع الكاتب طارق إمام، وقد كان مُتعِباً ومُمتِعاً في آنٍ واحد.

     ركبت قطار ملاهي (roller-coaster) من تصميمه ولم يتوقف. حتى بعد كلمة "تمت" لم تكن النهاية! … سيظل الكاتب طوال الرواية يتنقّل بين شخصياته :


أوريجا: صانع ماكيت.

نود: مخرجة أفلام وثائقية.

بلياردو: رسام جرافيتي.

المسز: المديرة الفنية لجاليري (شغل كايرو).

الجاليري: جاليري "شغل كايرو" أو ساحة فنون المدينة، الذي تتلاقى فيه كل الحكايات وهو يمثل ركيزة أساسية للرواية.


(آخذ على الكاتب التطويل في كل جزء قبل الانتقال لحكاية أخرى مما أربكني أحياناً خلال القراءة واحتجت لاستخدام التدوين حتى أتابع كل حكاية بتفاصيلها).

غرابة اسماء الأبطال (أو ألقابهم) تتماشى مع غرابة حكاياتهم التي لا تخلو من شيء من الفانتازيا.


      الرواية فكرتها جيدة وتناولها جيد، فكلما قرأت تتكشف أمامك قطعة من البازل (puzzle) التي أحياناً ترى ما فيها لكنك لا تستوعب أين تقع في الصورة (أو الحكاية) الكبيرة، فتظل تقرأ حتى تضع كل قطعة في مكانها الصحيح لِتَعِي الحكاية الكاملة.

     الحوارات الفلسفية، مع المسز أو كل شخص مع نفسه، كان فيها بعض التطويل وأحياناً التكرار.

     الرواية مرشحة لجائزة الرواية العربية (البوكر) - القائمة الطويلة. وأعتقد أنها تستحق على الأقل أن تضمها القائمة القصيرة.


اقتباسات:

"لا أحد يندهش في القاهرة، والأسفلت يتشرَّب بالتساوي الدماء والمطر والبول، ثم ينشِّفها جميعاً بالطريقة نفسها، لتعود المدينة إلى جفافها ورطوبتها وسخونة هوائها، كأنها ظهيرة أبدية على تبدُّل الفصول والمواقيت."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية في إيران - ندى الأزهري - سوريا ٢٠٢٣

المِعطَف - نيكولاي جوجول - أوكرانيا/روسيا ١٨٤٢

قناديل ملك الجليل - إبراهيم نصرالله - فلسطين ٢٠١١