أرجوك... اعتنِ بأمي - Kyung-Sook Shin - كوريا الجنوبية ٢٠٠٨
ترجمة: أفنان محمد سعد الدين
"بعد أن اختفت، أصبحت حاضرة في حياتكم، وكأنكم تستطيعون مد ايديكم إليها ولمسها."
تبدأ القصة باختفاء الأم، أو بمعنى أدق ضياعها. الأم والأب كانا قادمين من قريتهم الصغيرة لزيارة ابناءهم في العاصمة سول. في محطة القطار في العاصمة المزدحمة يركب الأب القطار وتتخلف الأم وسط الزحام.
تبدأ رحلة البحث عن الأم. فهي غير موجودة في المحطة ولم تصل لأي من الأبناء.
يتجه تفكير الأسرة إلي تلك العجوز التي لم يهتم بها أحد أو يلحظ ما طرأ عليها من تغيير.
نسمع أولاً من إحدى الابنتين. كاتبة، كثيرة السفر، غير متزوجة، تعيش وحيدة في العاصمة سول. دائماً ما قلقت عليها أمها لوحدتها وكثرة سفرها بالطائرة ، ودائماً ما ضاقت الأبنة بقلق الأم. تتذكر الأبنة معنا طفولتها وكيف تعاملت الأم مع صعوبة الحياة. تتأمل كيف تقدم العمر بأمها ولم تلحظ، إلا بعد اختفائها ، تدهور حالتها الصحية. نسمع تفاصيل حياة الأم وأبنائها الأربعة (بنتين وولدين). وإصرار الأم، التي لم تتعلم، على تعليم أبنائها ذكوراً وإناثاً، واستمرارهم في كل المراحل الدراسية.
ثم ننتقل للأبن الأكبر(وريث الأسلاف كما في الثقافة الكورية). نرى بعينه كيف ظلت أمه تشجعه ليكمل تعليمه. واحساسها بالذنب لعدم توافر المال ليكمل الدراسة التي تحقق له حلمه و اعتذارها المتكرر حتى بعد أن تخلّى هو عن الحلم ورضِيَ بحياة مختلفة.
ثم نسمع من الأب الذي لم نسمع عنه إلا القليل. فهو لم يكن حاضراً في حياة الأسرة. الأم كانت أساس هذا البيت وتلك الأسرة. نرى الأب كيف ينظر لحياته مع تلك المرأة التي لطالما كره ما تمثله من استقرار ومسئولية وحياة أسرية بسيطة في قرية صغيرة. هي يكتشف الآن ما لم يعرفه عن المرأة التي تزوجها من ما يقارب النصف قرن.
الرواية تدعونا للتأمل بحياتنا وأحلامنا وسعادتنا وما نتمناه لمستقبلنا. وأن نرى بوعي مَن حولنا ونُظهِر لهم الإمتنان قبل أن تُفرّقنا الحياة.
تعليقات
إرسال تعليق