الصبي والنهر - هنري بوسكو - فرنسا ١٩٤٥

ترجمة: محمد آيت حنا

"إلعب ما شئت واذهب حيث شئت. ليس الفضاء ما ينقصنا هنا. لكنني أحذرك من أن تقرب جانب النهر."

     ظل الأب يكرر على طفله التحذير، والأم تزيد طفلها بالتحذير من الغرق والثعابين والغجر. ولكن كأي طفل، باسكاليه (بطلنا)، زادته التحذيرات شوقاً لرؤية النهر الذي لم يره أبداً ، وخاصةً مع تعلقه بالصياد الذي يأتي لهم بالسمك أحياناً. ذلك الطويل النحيل القوي الذي يحكي عن النهر بغموض يزيد الشغف لرؤيته.

     في صبيحة أحد الأيام تأتي الفرصة ويبتعد باسكاليه الصغير عن البيت ويذهب لرؤية النهر، ويتعلق بما يرى. تلك المياه الجارية بهدوئها أحياناً وقوتها الجارفة أحياناً ، والجزر التي تعترض سريان المياه.

     يجد باسكاليه قارب صغير عتيق مربوط بأحد أعمدة كوخ صغير على الشاطئ. يجلس باسكاليه في القارب ويظل ينظر للنهر ويتأمل كل ما فيه وحوله، ثم ينتبه فجأة إلى أن القارب أنفك وأخذ الشاطئ يبتعد ويبتعد. ومن هنا تبدأ الحكاية.

     يظل عدة أيام في مياه النهر ويقابل طفل آخر في مثل سنه تقريباً ولكن بخبرة وقوة أكبر. يتشاركان المغامرة التي نعيشها معهما ونستعيد بها طفولتنا بكل ما فيها من شغف وانبهار وخوف وفزع وطيش.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية في إيران - ندى الأزهري - سوريا ٢٠٢٣

المِعطَف - نيكولاي جوجول - أوكرانيا/روسيا ١٨٤٢

قناديل ملك الجليل - إبراهيم نصرالله - فلسطين ٢٠١١