أرواح صخرات العسل - ممدوح عزام - سوريا ٢٠١٨

     هي حكاية الصداقة بين عابد و حامد وخالد. صداقة حقيقية جمعتهم منذ الطفولة. ورغم الظروف الصعبة المحيطة بهم فما من شيء غلب تلك الصداقة، لا ظروف اجتماعية ولا مشاكل عائلية ولا سياسة ولا ثورة ولا حرب… فقط الموت.

     نتتبّع الثلاث اصدقاء عبر مراحل حياتهم وصداقتهم، نتعرف على شخصياتهم و عائلاتهم ومجتمعهم. نعيش معهم الظروف المختلفة ونشعر كيف تتوطد الصداقة وتقوَى مع كل موقف يتعرضوا له.

خلفية هذه الحكاية الاجتماعية مليئة بحكايات الحرب والثورة والسياسة. فنرى مدى سيطرة الحزب الحاكم وتأثير ذلك على فساد عناصر إدارة المحليات. نتابع الحرب بين الجيش "الوطني" وميليشيات "المعارضة" المسلحة. ومن كل ذلك، نرى التأثير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي على مجتمع صغير كمجتمع (المنارة).

     نرتبط بصخرات العسل، المكان الذي جمع أرواحهم وأجسادهم ورعى صداقتهم من الطفولة للصبا للشباب، ومازال يجمع أرواحهم حتى بعد أن بُليَت أجسادهم تحت التراب. نتمنى لو نذهب هناك لنسمع أصوات ضحكاتهم وغنائهم وصراخاتهم التي مازالت تتردد هناك بين صخرات العسل.


اقتباسات:


"ظهورهما العلني بدا، في رأي نائل، كأنما يطعن تقاليد المنارة المبنية على التستر وإخفاء القرائن. وربما كانت العلنية واحدة من أكثر المظاهر تدميراً لروح البلدة التي تهوى الاختباء. وإن هذا وحده كان كفيلاً بتخزين الحقد في نفوس الناس، ملتحفاً بستائر الشرف والأخلاق"


"قال أبو محمود. «المهم على طول إنو الواحد منا يعرف شو بده، ويعرف لوين رايح. انتبه! لازم تعرف لوين رايح». ثم روى له: «تنادت الثيران يوماً للنظر في شأنها مع الإنسان، وفي السبيل إلى التحرر من نيره. وكان بين الجمع واحد يتوقد حماسة وشعراً. وهذا بزَّ الكل بحماسته وشعره وأقنعهم بأن الحرية تؤخذ ولا تعطى، وأن بابها المخضب بالدماء لا يقرع إلا بقرون مخضبة بالدماء، وأن لا سبيل إليها إلا باغتصابها في بيتها. فاتخذوه قائداً لهم، ودليلاً، ومشوا وراءه صاخبين: إلى الحرية، إلى الحرية. وما زال بهم حتى بلغ بيتاً جدرانه وبابه مضرجة. فقال لهم: هذا بيتها، وهذا بابه. فاقتحموا الباب، ولا ترتدوا عنه، وإن تكسرت قرونكم، وسالت دماؤكم أنهاراً! فما كان من الثيران إلا أن امتثلوا لأمر زعيمهم. فتكسرت قرونهم، وسالت دماؤهم. ولكنهم في النهاية حطموا الباب، ودخلوا البيت. وإذا بهم في المسلخ"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية في إيران - ندى الأزهري - سوريا ٢٠٢٣

المِعطَف - نيكولاي جوجول - أوكرانيا/روسيا ١٨٤٢

قناديل ملك الجليل - إبراهيم نصرالله - فلسطين ٢٠١١