كلب المعمل - إبراهيم البجلاتي - مصر ٢٠٢٢
بطلنا جراح مسالك بولية من المنصورة، في بداية تسعينيات القرن العشرين يستعد لمناقشة رسالة الماجستير. في المركز الذي يعمل فيه يُطلَب منه مساعدة طبيب زميل في بحث يقوم به مما يضطره للمرة الأولى للنزول إلى المعمل. والمعمل في هذا المركز هو المكان الذي يقوم به الأطباء بتجريب الطرق الجديدة، التي مازالت يبحثون إمكانية تطبيقها، على الكلاب قبل تنفيذها على البشر. ومن هنا يبدأ البطل عهد جديد مع الكلاب.
بطلنا يعاني من خوف مرضي من الكلاب نتيجة حادث في الطفولة ولكنه مضطر الآن للتعامل المباشر معها. بل لن يقتصر التعامل على مساعدة عدد من الزملاء بضعة مرات فقط، حيث أنه خلال تلك المساعدات يتوصّل لإجراء جراحي جديد يتوقع أنه أفضل من المستخدم حالياً. وبعد الدراسة والبحث في الكتب الطبية يجب أن يقوم بتجريب هذا الإجراء الجديد على الكلاب ومتابعة حالتها وبالتالي يحاول إيجاد طريقة للتقارب من الكلاب من خلال القراءة والتعامل.
من ناحية أخرى ومن خلال المشوار البحثي لبطلنا نرى الظروف التي يعمل بها الأطباء في المستشفيات العامة سواء كانت في العاصمة أو خارجها. ونصطدم بمعاملة الأطباء الكبار لمن هم أصغر (سناً ومقاماً)، ونرى ضعف النفس البشرية يتجلى أحياناً حتى في مهنة كالطب، التي يُفترَض فيها الإعتماد على التراحم.
الرواية تعتمد على الفصحى في الكتابة والعامية في الحوار. سهلة القراءة رغم بعض التفاصيل الطبية. لم يعجبني التطويل في المقاطع المأخوذة من كتب أخرى تتحدث عن الكلاب (كتب الجاحظ و الدميري). لكن الرواية جيدة وتستحق القراءة.
اقتباسات:
"الكل يفرض وصايته على المريض ، كأنه طفل ومَن حوله آباء كثيرون ، جميعهم يفوقونه معرفة ودراية وحكمة، وبالتالي يعرفون مصلحته أكثر منه شخصياً."
"-حضرتك عارف إنه طبيب شاطر ومؤدب وعنده كفاءة.
= وهي دي المشكلة… كفاءته دي هيَّه المشكلة… لازم يبقى لها حدود، واحنا اللي نحطّ الحدود دي. بتاع الدبلوم واحد ماعندوش طموح، كبيرُه يروح يفتح عيادة في بلدهم، يكتب شويِّة دوا ويختن عيِّلين، ويحوّل باقي الحالات علينا، إنما ده واحد من الأول عنده طموح، عاوز يبقى حاجة، نفرمله إحنا."
تعليقات
إرسال تعليق