قارئ الجثث - سيدني سميث - بريطانيا ١٩٥٩

قارئ الجثث: مذكرات طبيب تشريح بريطاني في مصر الملكية

ترجمة: مصطفى عبيد

     شاب بريطاني وُلِد وتعلم في استراليا. بعد دراسة الطب يتخصص في العلم الجديد -آنذاك- الطب الشرعي. يقع عليه الإختيار ليسافر لمصر(وكانت تحت الحكم البريطاني) في أوائل القرن العشرين يؤسس فيها قطاع الطب الشرعي ويضع مع آخرين اساسيات الطب الشرعي.

     يتحدث سيدني سميث في مذكراته عن كيفية انتقاله للعمل بمصر وعن الظروف التي عايشها والقضايا التي عمل عليها. ويوضح كيف أن كثرة الجرائم في مصر (كالتسمم بالزرنيخ) ساعدته كثيراً في التعلم والمعرفة واكتساب الخبرات. حتى بعد مرور حوالي ٢٠ عاماً على العمل في مصر ثم انتقاله لبريطانيا واشتراكه في قضايا في أكثر من دولة (كبريطانيا وهولندا وأمريكا وغيرهم) يظل يتذكر القضايا التي عمل عليها في مصر واكتسب منها خبراته.

     نستشف من المذكرات أحوال مصر الإجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. نقترب من المجتمع بكل طبقاته. يحكي عن الجرائم التي أُكتشفت بالصدفة والجرائم المتسلسلة وجرائم ريا وسكينة، ونرى تأثره الواضح بمصر والفترة التي قضاها فيها سواء على المستوى الشخصي أو المستوى العلمي والمهني.

     ويحكي أيضاً عن اغتيالات سياسية شهيرة وقتها عمل على تحليل مسرح الجرائم فيها كاغتيال السير لي ستاك. ويحكي عن ثورة ١٩١٩ والأحداث التي تلت نفي سعد زغلول ورفاقه والقتل العشوائي للبريطانيين والأوروبيين ، وأيضاً قتل المصريين برصاص السلطات البريطانية.

     يتحدث عن محطات مهمه في حياته ومسيرته العلمية والمهنية. فهناك فصل كامل عن علم المقذوفات الجنائية، وفصل عن تسجيل البصمات وفصل عن إنشاء معمل للطب الشرعي في اسكوتلانديارد. والمذكرات لا تترك للملل أي منفذ للتسلل. فالكاتب باستمرار يحكي عن القضايا المختلفة التي عمل بها ويربطها بالعلم وأحياناً يتحدث ببعض التفاصيل عن قضايا مثيرة أو مهمة في التاريخ عامةً أو في تاريخ علم الطب الشرعي خاصة.


اقتباسات:

"... وهكذا صار لدينا خلال سنوات قليلة أهم قطاع طب شرعي بالعالم، ولا أُجانب الحقيقة إذا قلت إنه كان أيضاً أكثر قسم شرعي انشغالاً على وجه البسيطة."

"ولا شك أنني لم أجد عدداً مماثلاً للقضايا المتنوعة مثلما كان عليه الحال في القاهرة."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عربية في إيران - ندى الأزهري - سوريا ٢٠٢٣

المِعطَف - نيكولاي جوجول - أوكرانيا/روسيا ١٨٤٢

قناديل ملك الجليل - إبراهيم نصرالله - فلسطين ٢٠١١