فرانكشتاين في بغداد - أحمد سعداوي - العراق ٢٠١٣

     تدور الأحداث في بغداد عام ٢٠٠٥ بعد الغزو الأمريكي. تتحدث الصحف والناس والشرطة عن فرانكشتاين الذي ظهر في بغداد. هذا الوحش أو (الشِسْمه) كما أطلقوا عليه باللهجة العراقية، يقوم بعمليات قتل عشوائية. 

     الشرطة تؤكد أنه مجرم وتحاول القبض عليه ، لكنه لا يؤثر فيه الرصاص. من رآه من الناس يقول أنه بشع المنظر ومخيف. والصحف تتحدث بلسانه وتقول أن له رسالة يؤديها.

     الحقيقة أن فرانكشتاين (ماري شيلي) صنع وحشه بدافع العلم الذي سيطر عليه لحد الجنون. أما فرانكشتاين (السعداوي) عجوز يسكن الخرابة اليهودية، صنع وحشه (الشِسْمه) من بقايا ضحايا التفجيرات اليومية في المدينة وكان ينوي تسليمه للسلطات بعد اكتماله ليعطيهم درس في احترام ضحايا التفجيرات. فهم أناس يستحقون أن يتم دفنهم أو دفن ما تبقى منهم. ولكن الشِسْمه في ظروف مرتبكة تنتقل له روح شخص ويأخذ اسم شخص آخر.

     أكثر ما يميّز الرواية أن لها العديد من المحاور وتتبّع حياة العديد من الشخصيات المختلفة. فهناك العجوز الوحيدة الوحيدة التي تقيم بمفردها وتنتظر عودة ابنها المفقود من الثمانينات في حرب الخليج الأولى. وهناك الصحفي الذي يبحث عن فرصة. وهناك صاحب الفندق والدلال وصاحب المقهى وجارات زقاق ٧ وغيرهم. فترى نسيج المجتمع في تلك الفترة وكيف كانت الحياة في بغداد.

اقتباسات:

"ولكن هناك جبهتين الآن ، تساءل محمود مع نفسه، الأمريكان والحكومة في طرف، والارهابيون والمليشيات المتنوعة التي تقاتلهم في الطرف الآخر. من يكون ضد الحكومة والأمريكان له تسمية واحدة فقط."

"الشِسْمه مصنوع من بقايا أجساد لضحايا، مضافًا إليها روح ضحية، واسم ضحية أخرى."

"هو لا يشك في قدرته على النجاة مهما حاول الآخرون قتله، ولكنه لا يبحث عن الاستعراض والنجومية وإبراز القوة. هو لا يقصد أيضًا إخافة الناس. إنه في مهمة نبيلة، ومن الضروري أن ينجز هذه المهمة بأقل قدر ممكن من المعرقلات."

"... هو ينفذ منذ سنة أو أكثر جانباً من سياسة السفير الامريكي زلماي خليل زاد بشأن خلق توازن عنف في الشارع العراقي ما بين المليشيات السنية والشيعة لكي يكون هناك توازن، فيما بعد، على طاولة المفاوضات لتشكيل الوضع الجديد في العراق. الجيش الأمريكي غير قادر أو غير راغب بإيقاف العنف، لذا لابد على الأقل من خلق توازن أو تكافؤ في العنف."

"ليس هناك أبرياء أنقياء بشكل كامل، ولا مجرمين كاملين"